سيد الحجار (أبوظبي)
فرج علي بن حمودة، رجل الأعمال، وعضو المجلس الوطني الاتحادي السابق، واحد من أبرز الرواد الأوائل في قطاع الأعمال بأبوظبي، والذي رافق المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وشارك في وضع اللبنة الأولى للاقتصاد الوطني، وتنظيم إجراءات تأسيس الدوائر والجهات الحكومية بأبوظبي، من خلال عضويته بالمجلس الاستشاري الوطني، ثم المجلس الوطني الاتحادي، ليكون شاهداً على النهضة التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة خلال 5 عقود.
ونجح فرج علي بن حمودة، في قيادة مجموعة بن حمودة، التي تعد واحدة من كبريات الشركات العائلية في دولة الإمارات ومنطقة الخليج العربي، حيث بدأت أعمالها منذ عام 1967، لا سيما مع اتخاذ العائلة خلال عام 2008 قرار إعادة هيكلة مجموعة بن حمودة، وذلك لضمان استمرارية أعمال المجموعة وتأمين الأرضية الراسخة للأجيال القادمة.
تم نقل ملكية شركة بن حمودة من المؤسسين الأفراد بالتساوي إلى ثلاث شركات ذات مسؤولية محدودة تمثل كل منها أفراد عائلة المؤسسين، وهي شركة غانم علي بن حمودة وأولاده، وشركة أبناء حمودة القابضة، وشركة فرج بن حمودة القابضة، حيث عزز هذا الإجراء الصفة المؤسساتية لمجموعة شركات بن حمودة، واحتفظت شركة بن حمودة بوظائفها الاستشارية للشركاء فيما يتعلق بإجراءات إعادة الهياكل التنظيمية وتطوير الأعمال والدعم المالي لشركات المجموعة.
وأمام التحديات المحلية والعالمية، احتفظت شركة بن حمودة بدورها الفعال في الاقتصاد الوطني، مع الاهتمام بالمبادرات البناءة للأجيال الصاعدة، حيث تعمل الشركة اليوم في العديد من القطاعات الاقتصادية.
ويبرز اسم المجموعة في العديد من المجالات، وفي مقدمتها خدمات حقول النفط والغاز، والإنشاءات (البنية التحتية والمباني)، والاستثمارات، والعقارات، والتكنولوجيا، والاتصالات، والسيارات، والتجارة، والخدمات العامة، والخدمات الزراعية، ما يعزز دورها في تحقيق التنويع الاقتصادي لدولة الإمارات.
عطاء إنساني
يتميز فرج علي بن حمودة بعطائه الإنساني والاجتماعي، تماشياً مع نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، حيث اختير كشخصية العام الخيرية عام 2011، ويعد من أكبر الداعمين للتعليم، وهو شاهد عيان على التحولات التي رافقت قيام اتحاد دولة الإمارات.
وأنشأت شركة بن حمودة أول كرسي أستاذية في جامعة زايد، وهو «كرسي بن حمودة في الصحة العامة» بقيمة 10 ملايين درهم، ليكون بداية إطلاق الصندوق الوقفي بجامعة زايد، بهدف تشجيع الدراسة والبحث العلمي في الميادين المتعلقة بالصحة العامة بدولة الإمارات، حيث جاء تأسيس هذا الكرسي ضمن استراتيجية «مجموعة بن حموده» لمساندة الجهود العلمية والارتقاء بمستوى البحث العلمي في الدولة، إلى جانب تقديم الدعم لتطور المسيرة الأكاديمية لجامعة زايد، كما ساهمت المجموعة في دعم صندوق الوطن بقيمة 10 ملايين درهم.
وتم تكريم بن حمودة في الحفل السنوي السادس للأيتام الذي أقامته جمعية دار البر في 2011، بشخصية العام الخيرية، وذلك لجهوده الخيرية والإنسانية وتميزه في قطاع العمل الخيري والأعمال ومساهماته في المشاريع الخيرية والإنسانية، كما تم تكريمه في الاحتفال السنوي لوزارة التربية والتعليم «يوم الوفاء» من بين الشخصيات العامة الداعمة للتعليم.
نشأة واعدة
كانت نشأة فرج علي بن حمودة بالجيمي في العين، حيث أنهى دراسته الأولية بـ «الكُتَّاب»، ليتمكن من تعلم الكتابة والقراءة، وحفظ القرآن الكريم، قبل أن ينتقل إلى أبوظبي مطلع الستينيات من القرن الماضي، وينضم لمركز التدريب المهني التابع لشركة البترول، ثم يتوجه لاستكمال دراسته في بريطانيا عام 1966 حتى عام 1968، ما أسهم في اكتسابه خبرة كبيرة ساعدته كثيراً في حياته العملية.
ويعد فرج علي بن حمودة شاهداً على الكثير من مواقف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه في بداية تأسيس الدولة، وتشجيعه للمواطنين على العمل في كافة المجالات مثل المقاولات والصناعة والتجارة، ودائماً ما يتذكر فرج بن حمودة دور الشيخ زايد في مساعدته على انطلاق أعماله ومنحه قطعة أرض لإصدار أول رخصة صناعية بإمارة أبوظبي، والتي أصبحت الآن واحدة من أبرز القلاع الصناعية بالدولة وهي الشركة الوطنية للمواد الغذائية، والتي تزود أكثر من 50% من السكان بالمنتجات الغذائية الاستهلاكية، فضلاً عن دور زايد في تشجيع الرواد الأوائل للأعمال على دعم ومساعدة المواطنين، وإنشاء الشركات المساهمة لضمان استفادة المواطنين.
مناصب عدة
شغل فرج علي بن حمودة عدة مناصب منها: عضو بالمجلس الاستشاري الوطني بإمارة أبوظبي، عضو مجلس إدارة دائرة الكهرباء والماء، عضو بمجلس أمناء جامعة الإمارات العربية المتحدة، عضو اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، عضو بمجلس إدارة الهيئة العامة للأوقاف، عضو مجلس إدارة صندوق الزكاة، وهو من مؤسسي «جمعية اتحاد الصناعيين»، وعضو سابق بمجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، ونائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس اللجنة التنفيذية في «مجلس أبوظبي للتطوير الاقتصادي» سابقاً، والأمين العام السابق لمؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، والآن هو عضو بلجنة التعاون الاقتصادي التي تم تشكيلها مؤخراً.
كما يعد من قدامى ملاك الإبل، حيث عاش نهضة وتطور سباقات الهجن منذ بواكيرها، ويعتبر من كبار مربي الإبل والمشاركين في مهرجانات وسباقات الهجن ومنافسات المزاينة لاختيار الأفضل والأجمل.
ويعد ابن حمودة ذاكرة ثرية في تاريخ المنطقة وتراثها، وهو يهوى الشعر والقراءة، ولا سيما كتب التاريخ وعلوم الإدارة، وله اهتمامات بالعلوم الطبية وزراعة النخيل.
وحيث إنه عضو نشط في المجتمع، يعتبر ابن حمودة أنّ واجبه الوطني يحتّم عليه بذل قصارى جهده ليسهم في ازدهار بلاده، وتطويرها وارتقائها، وهو رب أسرة متفانٍ، ربى أبناءه على المسؤولية والعمل الجاد، وعرفهم عملياً على تراث الإمارات وتقاليدها العريقة، ورسخ فيهم معاني التفاني لخدمة الوطن.
www.alittihad.ae
Source: http://eti.ae/HSu3